المقالات

عندما تكون السيدة خلود حيران رمزا للنساء

كتب / صفاء الربيعي

 

 

              

 

السنين الغابرة التي كانت فيها الضحية الاولى هي المرأة التي تحملت اعباء الحياة والتفكك الاسري والاضطهاد الشخصي والتنمر الى العنف الجسدي وربما يصل الظلم الى الطلاق.

كل هذا تحملته المرأة العراقية بصلابة وصبر ويقين بانها ستكون ذات يوم هي رقم صعب في الحياة وربما ستتقاسم مع الرجل دفة الحياة او ستكون في المقدمة.

النضال ليس بالهين عندما يتحمل الشخص اوزار الصعاب.

وهكذا نهضت المرأة العراقية بعد ان كانت محرومة من كل شيء وغيرت نظرة المجتمع بان المرأة للبيت وليس للعمل فكانت مقولة معروفة كلنا سمعها وعرفها على مدى سنين طويلة من اعمارنا ومن سبقونا ولكن ترى ما مدى صحة تلك العبارة وهل فعلا المرأة ما زالت نصف المجتمع إلى يومنا هذا .

قبل قرون وسنين بعيدة كان دور المرأة يقتصر على كونها الام التي تلد وتربي الاطفال وتقوم بكل ما يضمن توفير الراحة المنزلية للأسرة ودور الرجل هو الاب الذي يعمل خارج البيت لتوفير القوت اليومي لعائلته ومن هنا نشأت العبارة كون المرأة نصف المجتمع تقوم وتعمل بكل شيء ضمن المسؤوليات مع الرجل كل حسب طبيعتها ودورها في الحياة ومع تقدم الزمن والتطورات في كافة مرافق الحياة أظهرت المرأة قدرتها الفائقة وبكل جدارة بخوضها كل ما يمكن من الأعمال مع الرجل فأصبحت الطالبة الجامعية المثقفة والموظفة والكاتبة والطبيبة وحتى دخلت سلك القضاء والجيش رغم صعوبتها ولكنها نجحت واثبتت قوتها وثقتها دون تردد وهي في ذات الوقت ما زالت الام والمربية التي توفر لأسرتها الراحة والأمان دون أي تقصير كونها تعمل في اي مجال وهنا أصبح واضح لدى الجميع بأن المرأة قادرة على تحمل أعباء دورين في الحياة فأصبحت مجتمع كامل وليس النصف واستحقت هذا بكل شرف فهي كل شيء المدرسة التي تنشا الاجيال منذ ولادتهم فقيل عنها اجمل الأقوال التي تليق فيها الام مدرسة اذا أعددتها اعددت شعبا طيب الاعراف وما أعظم من وصفها وكرمها  ( قول تعالى الجنة تحت أقدام الأمهات ) فما اعظمك ايتها المرأة.

سقت هذه المقدمة لكي اتحدث عن سيدة غيرت مجرى المفاهيم النظرية وارتقت مصاف المؤثرين في المجتمع العراقي.

وعندما نتحدث عن رائدة في مجال العلوم والثقافة لابد من الاشارة الى السيدة الفاضلة الست خلود حيران الجابري المدير العام لدائرة التقاعد والضمان الاجتماعي في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي استلمت رأس الهرم في الدائرة لتؤكد للنسوة العراقيات باننا لسنا في النصف او المؤخرة لقد انتقلنا الى الامام لنقود المسيرة النسوية مع اخينا الرجل واقد اثبتنا باننا عند حسن ظن الجميع بقيادة المؤسسات والدوائر والوزارات .

وكما هو معروف منذ زمن بعيد بان العراق منبع للعلماء والادباء والاطباء وغيرهم الكثير من بدايات البشرية من هنا العراق  علم البشرية الكتابة والحضارة والعلوم .

هذه السيدة الفاضلة مع معالي السيد وزير العمل والشؤون الاجتماعية والست حوراء لم يدخروا جهدا في سبيل تحقيق طلبات العمال المتقاعدين وكان الدور الكبير الذي اولت به السيدة حيران اثرا كبيرا في نفوس العمال المتقاعدين فبالرغم من الإجحاف الذي اصابهم في السنين الماضية الا ان الامور بدأت اكثر واكثر في تحسين حالهم المعاشي والذين يطلق عليهم ( اصحاب الشيبة البيضاء) والذين افنوا اعمارهم في سبيل خدمة العراق وشعبه.

شكرا من قلوب كل المتقاعدين الى سيدنا ورمزنا الست خلود وباقات من الورد نهديها الى كل العاملين في الوزارات والذين يعملون لأجل وطنهم.

وفقكم الله لما هو خيرا لكم ونتمنى من سيدتنا الفاضلة ان يمدها الله برزق العافية مادام تعمل بضمير حي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار