الفنانة زهرة الربيعي.. في ضيافة “بيت البياع الثقافي
كتب علي غني
إحتفاءً بإيقاده الشمعة الثامنة عشرة لتأسيسه، وتعزيزا لمنهجه بإستضافة أحد النجوم اللامعة في خارطة العراق بهذه المناسبة، ضيّف (بيت البياع الثقافي) بإدارة (الحاج كمال عبدالله العامري) الفنانة القديرة (زهرة الربيعي)، ومن حدائق سيرتها الحافلة بالإنجازات والنشاطات الفنية لأكثر من ستة عقود،إقتطفنا باقة من زهورها العطرة: [ تولد الكوت ١٩٥٢-انتقلت الى بغداد مع عائلتها عام ١٩٥٦- عشقت الفن منذ طفولتها، وكانت إنطلاقتها، عندما قادتها المصادفة وشقيقتها الأكبر الى مسرح الطليعة، للتعرف على عدد من الفنانين والمخرجين الكبار ومنهم المخرج (بدري حسون فريد)، ثم لدار الإذاعة، وعرض الفنان (خليل شوقي) عليهما التمثيل، إلا إنهما رفضتا في بداية الأمر لأسباب إجتماعية وعائلية، ولكن في النهاية تمكن من إقناعهما بالإشتراك في تمثيلية (صبرية) عام ١٩٦٤ وهي في الثانية عشرة من عمرها، تلتها مسرحية (ثم جاؤوا الى المدينة) للمخرج الرائد “بهنام ميخائيل”، ثم أشركها المخرج “سلمان الجوهر” في تمثيلية “النِهِيبة”- تخرجت بتفوق في معهد الفنون الجميلة/بغداد عام ١٩٨٧- تزوجت من الفنان الراحل (هاني هاني)،ولها ثلاثة أبناء-شاركت في عشرات الأعمال الفنية ، التي لايمكن حصرها بهذا الخبر المقتضب، نذكر منها: ( ١/ في التلفاز:« الذئب.. والنسر وعيون المدينة، القلب في مكان آخر، وامعتصماه، ضيف الليل، المسافر، أسباب الزيارة، مقالب، الصفعة، أمنيات النساء، اللهيب، إمرأة ورجل، إنفلونزا، الحوت والجدار، سَفَر ومحطات، قضية الدكتور سين، طرقات الليل، نساء في حكاية، صفقة ساخنة، مناوي باشا “ج١،ج٢”، القضية ٢٣٨، شارع ٤٠، صمود الأبطال، حب وحرب ج١، سنوات تحت الرماد، أوان الحب، أحلام السنين.. وغيرها- ٢/ في المسرح:( دائرة الفحم البغدادية، كلهم أولادي، كان يا مكان، النجمة البرتقالية، جيش الربيع، جزيرة أفروديت، الدكتور، الإملاء.. )- ٣/في السينما:( الرأس، الأيام الطويلة، المسألة الكبرى، الحدود الملتهبة، اللعبة، بديعة، الفجر الحزين، الملك غازي، الشوارع الخلفية، حفر الباطن، كرنتينة، المسرات والأوجاع، آنا أمك يايوسف…)- ٤/ عدد كبير جدا من الأعمال الإذاعية- تم تكريمها بالكثير من الشهادات التقديرية والجوائز والدروع داخل العراق وخارجه.. ] .. إبتدأ مدير الجلسة بدعوة الحضور لقراءة سورة الفاتحة وقوفا على أرواح الأخوة الراحلين من المساهمين في التأسيس:( ياس عباس ، جلال عبدالله، حسن عبيد، وليد عبدالأمير، جمال صالح، باسم عبدالهادي)، وكما إعتدنا- قبل بدء الجلسة- أن نستعرض سِيَر بعض رموز وطننا الحبيب ، وجدنا أن خير ما نتوقف عنده من الركائز الأساسية في حياتها الإجتماعية ومشوارها الإبداعي، هما الفنانان: ( شقيقتها: فاطمة الربيعي “١٩٥٠” وزوجها الراحل هاني هاني “١٩٤١-١٩٩٣”)، ليبدأ لقاؤنا بعنوان (حوارية الأصالة والفن الراقي مع سندريللا المسرح العراقي)، مضيفة بإيجاز بعض الإيضاحات الى بطاقتها التعريفية المذكورة آنفا ، لننتقل الى الفقرة الأهم، وهي التعاطي المباشر مع الضيف، فتوزعت الأسئلة بين الإدارة والجمهور بالتناوب، تناولت محطات أساسية ومهمة من رحلتها الحياتية الطويلة ومسيرتها الفنية الجليلة ، من الذكريات والمواقف والأعمال والتحديات والنجاحات والآمال والمعاناة.. شارك في صياغة علامات الإستفهام من السيدات والسادة رواد”البيت” كل من: { د.غازي حمود، راضي هندال، نُهى سالم، د.ستار داخل، ناهي كاظم، نبأ مكيه، عامر عدنان ، رضا حسن، هلال العبدالله، والفَتَيان المواظِبان: عباس وعلي الرضا.. }، وتمتعت إجاباتها بسقف عال من الشفافية، وبوعي عميق ببث رسالتها الإنسانية، مستثمرة خبرتها العملية وتجربتها الغنية، وبدرجة واضحة من التمكن والأريحية … أختتمت الجلسة بمنح “الربيعي” شهادة تقديرية وهدية رمزية، شاكرا لها تلبيتها الدعوة بسخاء نادر، مثمنا تأريخها المُشَرِف وحضورها الغامر، مشيدا بأدبها الجم وتواضعها الباهر، ممتنا من تجشمها العناء رغم الحر القاهر، والدعاء للجميع بغد مُشرق زاهر.