رثاء الفنان الراحل إياد الطائي
حيدر كاطع المرشدي

بقلوب مثقلة بالحزن وبعيونٍ غمرتها الدموع ودعنا علمًا من أعلام الفن العراقي الفنان الكبير إياد الطائي الذي غادرنا بعد رحلة مريرة مع المرض تاركآ وراءه إرثآ فنيآ وإنسانيآ لا يمحى إن الفقد ثقيل والرحيل موجع لكن ما يخفف وطأته أن الطائي لم يكن مجرد فنان عابر بل كان روحآ تنبض على خشبة المسرح وصوتآ عراقيآ خالصآ حمل وجع الوطن وأحلام الناس ونبض الشارع
لقد عرف إياد الطائي بنقائه الفني وصدقه الإبداعي فهو لم يتعامل مع الفن كوسيلة للشهرة أو مكسب زائل بل حمله رسالة إنسانية سامية جعلت منه مدرسة في الأداء وعلامة مميزة في ذاكرة الفن العراقي ، كان يؤمن أن المسرح ليس مجرد خشبة وصوت بل وطن يتسع للجميع ومنبر يضيء العقول ويطهّر الأرواح ومن هنا ظل الطائي وفيآ لرسالته حتى في أشد لحظات ألمه يصارع المرض بصمت وشموخ كفنان حقيقي يعرف أن البقاء للأثر وأن الخلود للكلمة الصادقة ، رحل إياد الطائي لكن صورته وهو يعتلي خشبة المسرح وصوته وهو يبعث الحياة في الشخصيات ستظل محفورة في ذاكرتنا إننا اليوم لا نودع جسدآ غيبه الموت بل نودع تاريخآ فنيآ مشرقأ ورحلة طويلة من الإبداع نودع قلبا عاشقا للفن وللناس ووجها أليفا لن يمحى من مخيلة جمهوره ومحبيه ، فلقد كان الطائي قريبا من الناس يشبههم في بساطته وصدقه يشاركهم أفراحهم وأحزانهم وينقل معاناتهم وهمومهم على الخشبة بصدق عجيب حتى صار صوته صدى لصوت العراقي البسيط ووجعه وجعا مشتركا لم يكن يتصنع أو يتكلف، بل كان صادقآ في حضوره كما في غيابه وفي أدائه كما في حياته اليومية ، أن رحيل الطائي خسارة فادحة للفن العراقي لكنه في الوقت نفسه شهادة على أن العظماء لا يموتون حقآ بل يعيشون فينا ما دامت أعمالهم تنبض بالحياة سيبقى اسم إياد الطائي مضيئا في سماء الفن وسيظل إرثه خالدا بين الأجيال القادمة شاهدا على زمن عانى كثيراً لكنه أنجب فنانين كبارا حملوا لواء الحقيقة والجمال، فسلام عليك يا إياد وأنت تعبر بوابة الخلود سلام على مسيرتك وعلى تعبك وعلى ابتسامتك التي كانت تخفي خلفها وجعًا صامتًا نم قرير العين فقد تركت فينا ما يجعلنا نذكرك دائمآ بكل فخر واعتزاز نسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جناته ويجعل مثواك النور والرضوان.