المقالات

الخليفة الشرقي بلا غرب، او شمال، أو جنوب

إعداد وكتابة : جواد الحطاب

 

 

                     

 

 

1 –

مرّة، وفي أحد المرابد، كان لدي موعد مع الشاعر العربي الكبير “الفيتوري” .

إتصلت به لتأكيد الموعد، وفاجأني باعتذاره، لأن لديه موعد مع طبيب “جلدية” وهذا الطبيب من الصعب الحصول على موعد معه، لكن اصدقاءه قد رتبوه له ؟!

سألته : هل يقصدون خليفه الشرقي ؟

 قال لا اعرف، لكن الاصدقاء هم من حجزوا الموعد، قلت له إسألهم، هل هو “الشرقي” قال هم في الطريق اليّ وسأسألهم عن صديقك الشرقي.

 

بعد نصف ساعة تقريبا، عاودت الإتصال به على غرفته في “فندق الرشيد”، فردّ علي متعجبا، لأن اصدقاءه قالوا له ان الحصول على موعد مع الشرقي يحتاج الى انتظار شهر بالاقل اذا مو شهرين او ثلاثة ؟!!

قلت له، قل لهم بانني سارتب لك موعدا يوم غد، فلا عليك من موعد اليوم.

اتصلت بالصديق البروف الشرقي، وقلت له سازورك غدا في العيادة بعد الظهر ومعي الشاعر العربي الكبير محمد الفيتوري . فرحب الرجل، واتفقنا على ذلك .

مررت على الفيتوري، وجئنا الى موعدنا مع خليفة الشرقي، الذي رحب بنا، وكشف على الشاعر الذي كان يعاني من مرض في فروة الرأس، ولم يجد له علاجا رغم مراجعاته الكثيرة كما قال.

وبعد الكشف، وصف له الشرقي “خليطا من الصيدلية” وعبوة واحدة لا غير، وحين حضّرها الصيدلاني، واعطاها لنا، نظر اليها الفيتوري باستغراب، لأنه توقع ان تكون هناك درزينة من المراهم والأدوية .

انتهى المربد، وغادرنا الفيتوري الى مقر اقامته في القاهرة . لتصلني منه رسالة بعد اكثر من شهر فيها شكر وتقدير لطبيب الجلدية العراقي، لأن علاجه قد ماثله للشفاء؟!!

ومما كتبه لي الشاعر: انه وزير مفوض لليبيا في مصر، ولديه سفرات دائمية لغالبية دول العالم، وفي هذه الدول كان يراجع اطباء لما يعاني منه، لكن ولا واحد أفاده بقدر ما أفاده “خليفة الشرقي”.

وكان ذلك بالتأكيد من أشدّ اعتزازي بصديقي بروف الجلدية الباسل.

2 –

الحديث عن أطباء العراق وتجاربهم العلمية والانسانية المتميزة، يدعو الى الفخر على صعيد الوطن، والوطن العربي، والعالم، ولا أدلّ من ذلك التكريمات والاحتفاءات التي تمنحها دول العالم المتقدمة، ورؤساء وزعماء العرب لهؤلاء الأطباء الكبار ..

ففي بريطانيا تم تكريم العديد من الأطباء العراقيين، الذين قدموا للإنسانية خلاصة جهدهم العلمي ومن أبرزهم الدكتور رعد شاكر الذي حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية وبرتبة “قائد- فارس” تقديراً لخدماته

 ولا بدّ من التوقف ايضا هنا امام الطبيب العراقي الذي يحمل الجنسية البريطانية “محمد طاهر الموسوي” والذي اشتهر بمشاركته في حملات إنسانية إغاثية في قطاع غزة، وبرز بتفانيه ومهارته في تقديم الرعاية الصحية. حيث أجرى أكثر من 300 عملية جراحية معقدة وسط غياب ابسط الأدوات الجراحية، إضافة إلى معالجته أكثر من 1200 جريح بالرغم من القصف الصه/يوني والدمار المحيط بالمستشفيات.

وليس في بريطانيا وحدها ..

فالأطباء العراقيون في الولايات المتحدة لديهم حضور ملحوظ وتأثير كبير في المجال الطبي ولهم نجاحات واسعة بتخصصاتهم المختلفة، حصلوا من خلالها على جوائز مرموقة وتقلدوا مناصب قيادية في المستشفيات والجامعات الأمريكية، بل وصل بعضهم ( الدكتور عبد المسيح اسكندريان – مثلا) الى شغل منصب رئيس قسم فحوصات القلب النووية ، وعدّ من أفضل 100 طبيب في أمراض القلب على مستوى الولايات المتحدة.

 

3 –

حتى اذا انتقلنا الى فضائنا العربي، سنطل من نافذة “الخليج”، ونرى ان هناك ايقونات طبية عراقية أصبحت علامات فارقة في حياة هذه البلدان ، فالإمارات مثلا، لا يتحدث “أطباء القلب” فيها الا بمنجزات الدكتور “طالب خير الله” ومدى براعته في معالجة الحالات المستعصية.

وفي “الدوحة” هناك “الشهير” الذي كان طبيبا للرئيس صدام حسين، والذي تحوّل الى “الأشهر” في قطر وبمختلف الحالات التجميلية وطب العظام والكسور..

كل هذه المقدمات تقودني الى الحديث عن طبيب عراقي منحته “الجمعية العالمية لجراحة الجلد” الجائزة الماسية.

وحصل على جوئز علمية أخرى من المنتديات العلمية العالمية، ولديه بحوث كثيرة وغزيرة نشرت بمجلات عالمية ومحلية متخصصة أخذت منها الكتب الامريكية والبريطانية، مثلما ساهم بتاليف عدة كتب طبية اجنبية في اختصاص الامراض، وله ابتكارات واختراعات طبية عديدة في مجال الامراض الجلدية، حصل فيها على براءات اختراع عديدة منها.

هذا الطبيب – العالم، انجازاته العلمية والادبية مستمرة وبموجات متعالية ومتصاعدة وبأيجابيات كبيرة، محاولا ان يكون لها تأثيرات أنسانية متصاعدة على ألمجتمعات ألمختلفة داخل الوطن ،وخارجه.

انه المعلم، البروفيسور، الدكتور خليفة الشرقي. الطبيب الذي عرضت عليه بعض الدول ان تقيم له مستشفى خاصا بإسمه، وبراتب مفتوح ، لكنه رفض ان يغادر وطنه العراق..

ولمثله يجب ان ترفع القبعات، وبإمتياز . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار