المقالات

الفراق الاخير

عبير القيسي

 

 

يتعبك الزمان جداً حتى يفقدك السيطرة على تفكيرك وكبتَ انفعالاتك، حتى يفقدك لذة الصمت ويكسر قيدها جنون حب صبرت عليه كثيراً، وتنتشلك الغِيرة على من تحب من عرش الاعتزاز بالنفس والكرامة الى الدرك الأسفل من المهانة والانحطاط.. ليس لشيء يحكى بل لفعل مؤكد أنه استفزَّ قلبك المرهق من عدَّ الوعود البالية،،، قلبكَ المتململ من سنين فراق طويلة، المشتاق جدا لوهلة واحدة تجمعك بمن تحب متناسيا مرارة ولوعة العالم وأنت تدسَّ رأسك بين احضانه، لكنك وفي لحظة خاطفة من مسرح الغرام تجد ذاتك وصلت الى قمة الاسفاف والرذيلة لأن جنونك بالغيرة دفعك وبدون ادراك الى خطوات لم تكن في حساباتك ذات يوم أن تفعلها …ثم تعود الى نفسك وتسألها من أنا؟
من ذا الذي نطق عني وأباح لقلبي الكسران؟
من أنا ولماذا أصبحت بهذه الشاكلة الهزيلة؟
تدور فتبحث عن اجابات ولكن الاسئلة تغلق عليك باب الجواب فيصبح الحب عندك شيءً مهاناً ومحقراً وتافهاً لا يسوى ثمنه ما فعلت من أجله … وما الذي فعلت في سبيل الحب، ؟ لقد انتظرت طويلا… حاربت كثيراً… واجهت الحياة بدون يدين تربت على كتف قلبي فكان الموت قريباً مني قاب قوسين أو ادنى… أردت أن اموت في محاولات عديدة وهذا الموت المتمثل في الدخول الى بيت غير بيت الذي أهواه، المشاركة مع انسان لم ولن يستطيع قلبي ضمَّ هواه حاولت ذلك ورجعت منه في حالة ذعر غير مألوفة عندي وكان النتاج أني نجوت بنفسي من عملية اغتيال لمشاعري وعفويتها النابعة عن براءة وطيبة لم ولن تفكر في اذىً يمس احد…
وعندما تخير لي القدر أن اجتمع بذلك الذي ينبض قلبي من جديد كلما رأيته أو سمعت نبرة صوته ….. اختار صبري المفرط أن ينفلت أمامه، كان جميل الى الحد الذي تذوب روحي قِباله وتتورد ضحكاتي بين يديه،
لكني لم أجد شيء فيه أقبح من أن يستثير غيرتي ويلُمني عليها، وهذا ما جعلني ادرك تماماً أنه لم يحب قلبي كما أنا أحببته،لم يصل معي الى ذات النقطة في الجنون التي تفقده صوابه عندما يغار أو يحس أن ثمة انسان اخر غيره يحاول أن يسحبني منه، أصبحت أُلآم على فرط عصبيتي، على كثر تمرضي، على انهياراتي وافتقادي توازني ولا ادري ما الذي تبقى لكي لا يحط مني ومن قدري فالذي رفعت فيه سقف طموحاتي الى اعلى السماء سمح له قلبه أن يحطَّ مني في أولى محطات الضياع والتشتت معه.. ولا أدري في هذه القصة المُتعبة هل هناك للحديث بقية ، هل بقي بيننا ما يستحق أن ننتظره لنعيشه بلا قيود ودون غيرة وبلا انهيارات تحط من شأن انفسنا؟ لا أدري كيف سيكون ختام رواية عشق وضعت فيها أعزَّ ما أمتلك وهي أنني كتبتها بدم القلب وطبعتها بذاكرة الروح ودونتها على معلقة الايام علَّ الزمان يخجل ذات مرة ويمنحني حضن محبوبي مرةً في هذا العمر الآفل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار