المقالات

ودعاً سيد محمد علي بحر العلوم

إيـــاد الإمـــارة

 

 

 

يا ابنَ بحرِ العلوم:
أيُّ مصابٍ داهمنا بفقدك ..
كنتَ نَـضِراً كغُـصنٍ أخضر ..
مثمراً بالعلمِ والتقوى ..
مشرقاً بالبِـشرِ والحياء ..
يا سيّـدَ محمد علي ..
أنتَ طيفٌ مباركُ في ليالي غربتنا الظلماء ..
أنتَ بدرٌ معلّـقٌ في السماءِ ..
أقبلتَ على الناسِ متواضعاً
تُـحاورهم كما يُـحاورُ الأخُ أخاه
وتُـعلمهم كما يُـعلمُ الأبُ أبناءه ..
فيا حسرةً على عمرٍ اختُـطف قبل أن يكتمل ..
يا لوعةً على قلبٍ عامرٍ بحبِّ الحسينِ “عليه السلام”
طواهُ الموتُ سريعاً
كأنّـه يخشى من فيض عطائه أن يفيض ..
أيها الراحلُ:
لقد بكَـتك المساجدُ التي كنتَ تملؤها دعاءً ..
بكَـتكَ المنابرُ التي كنتَ تُـنصت لها ..
أو تُـرتل من فوقها كلمات الله بخشوع ..
وبكَـتكَ الخطوات التي مشيتَـها نحو كربلاء المقدسة
وبكتكَ عيونُ المساكينِ الذين عرفوكَ قريباً منهم:
رحبَ اليدِ ..
طيّـبَ الكلمة ..
طاهرَ القلب ..
نمْ قريرَ العينِ يا ابنَ الزهراءِ “عليها السلام”
فإنَّ لك في رحمةِ الله مقعدَ صدق
بجوارِ حبيبٍ مقتولٍ عطشان ..
بجوارِ سيّـدٍ غريبٍ بكتهُ السمواتُ والأرضون ..
سلامٌ عليك ما بقيتْ كربلاء ..
سلامٌ عليك ما بَـقيتْ دمعةٌ حُـسينيةٌ في مآقي العاشقين.

 

٢٧ آب ٢٠٢٥
البصرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار