المقالات

معركة الطف :اذلت وارعبت يزيد

كتب : صبيح فاخر

 

 

 

 

أثبتت الإحداث والوقائع التي شهدتها معركة الطف في كربلاء ان الزمرة الباغية التي قاتلت الإمام الحسين عليه السلام قد مارست من الجرائم ما يندى له الجبين فلن تكتفي تلك الزمرة بقتل الحسين وأهل بيته وأصحابه فحسب بل انها أقدمت على جرائم وحشية بعيدا عن الضمير والأخلاق والإنسانية .. فقد أقدم هؤلاء الرعاع ومن اطلق على نفسه صفة القائد والشجاع ادعاء وزورا كونهم شلة من القتلة والمجرمين وقطاع الطرق ولا يفقهون من اخلاقيات المعارك شيئاً ..  أقدم هؤلاء وبعد ان وضعت المعركة اوزارها باستشهاد الإمام الحسين عليه السلام على حرق خيام معسكر الحسين وارعبوا النساء  والأطفال ومثلوا بجسد الإمام وداست خيولهم على صدره الشريف وانتهى بهم الأمر الى وضع القيود والسلاسل بأيدي عيال الحسين وفي مقدمتهم الإمام زين العابدين الذي كان حينها مريضا لا يقوى على القيام لحكمة ارادها الله سبحانه وتعالى كي يكون شاهدا على تلك الجريمة الوحشية ومن ثم مواصلة نهج الرسالة المحمدية وكي لا يطمس الدين الإسلامي الحنيف .

لاشك ان الإمام الحسين عليه السلام باستشهاده يكون قد خسر المعركة بالمفهوم الضيق  الا ان ثورته انتصرت وأذلت أعداء الإسلام بقيادة الطاغية يزيد الذي اهتز عرشه وطمس جبروته بخطبة الإمام علي بن الحسين عليه السلام في قصره وهو الذي كان يتبختر ويعيش حالة من الزهو بقتل الامام الحسين .. ولرب سائل يسأل كيف استطاع الإمام السجاد وهو المريض والمكلوم بقتل ابيه واخوته واهل بيته وحرق الخيام ومشهد فرار النساء والأطفال في البيداء وأخذت منه مسيرة السبي مأخذها  وهو المقيد بالسلاسل .. مع كل هذا كيف استطاع الامام ان يذل ويرعب يزيد ؟ ولعل الإجابة على كل ذلك ان الإمام السجاد سلام الله عليه بأيمانه وصبره وصلابة عقيدته قد تبوأ الإمامة لحظة استشهاد والده وما كان عليه الا ان يأخذ زمام الأمور ومباشرة دوره الرسالي للحفاظ على الدين الحنيف وقيم الحق.. وقد تجلى هذا الدور ودخان المعركة وغبارها لايزال قائما حين استأذنت السيدة زينب الامام السجاد عند اشتعال النيران بالخيام بماذا تفعل ولم تخرج رغم خطورة الموقف الا بعد ان اذن لها الإمام بالفرار هي والنساء والأطفال  بالبيداء فأي موقف هذا الذي التزمت به السيدة زينب .. ثم انها عليها السلام كانت شريكة الإمام السجاد في إعلان انتصار ثورة الإمام الحسين واستئذان ابن أخيها كلما ضاقت بها الأمور الى ان وصلوا الى قصر يزيد الذي اعد مجلسا في قصره متشفيا بقتل الإمام الحسين وأمر احد الجهلة بأن يصعد المنبر ويبدأ بسب الامام علي والإمام الحسين وتلك واحدة من الخسة والنذالة والخذلان التي جبل عليها يزيد  ظنا منه ان فعلته تلك لإظهار جبروته وتبجحه وادعاء انتصاره الذي سرعان ما تبدد هذا الجبروت والتبجح عندما اعتلى الإمام زين العابدين منبر الخطابة في قصر يزيد ليعلن الإمام عليه السلام على الملأ انه ونسبه من سادة العرب عندما قال انا ابن مكة ومنى وزمزم والصفا هذا النسب كان كافيا ليرعب يزيد ومن حوله في القصر ويذله ويطمس جبروته وكانت خطبة الإمام السجاد بداية اعلان انتصار الدم على السيف فأرتفعت راية الحق والإسلام والخير بدم الإمام الحسين عليه السلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار