إلى الذين يتغزلون بالإنسانية لكنهم حفاة القلوب… وإلى كل مكاريد الأرض الذين لم يتمتعوا بحياتهم كما تنص مفاهيم الإنسانية
بقلم: خليفة الشرقي
يتشدّقون بكلمات الحبّ، ويكتبون عن الرحمة، ويرفعون شعارات العطاء، غير أنّ قلوبهم خاوية من النبض، كأرضٍ عاقر لا تنبت إلا الغبار…
الإنسانية ليست ثوبًا يُرتدى عند المجالس، ولا قصيدة تُتلى في المحافل؛ بل هي سريرة صافية، ويدٌ حانية، ودمعةٌ تسابق من يحتاجها…
من كان قلبه حافيًا، لا يملك أن يمشي في درب الإنسانية؛ لأن هذا الدرب مرصوف بالإحساس، لا بالخطابة…
فالإنسانية ليست كلمات، بل حرارة قلب… وليست صورًا، بل مواقف…
قال رسول الله ﷺ:
«إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»
— رواه مسلم
وقال تعالى:
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}
— البقرة: 74
وأكثر من يقدّمون إهانةً مجانية للإنسانية هم بعض من يرفعون لواء الفكر، أو يتصدّرون منابر الدين، فيظهرون في ثوب الناصح، ويخفون قسوة الحجر…
فالقلب إذا تحجّر، لن تُلينه كل شعارات الإنسانية،
وأولئك هم حفاةُ القلوب… عُراةُ الإحساس،
أما المكاريد فهم رمز الظلم والأنانية