المقالات

لا يأس مع الحياة

بقلم: د. خليفة الشرقي

 

 

 

 

في صبرٍ طويل،

وأملٍ يتجدّد كلّ يوم،

كانت الحمامة تنتظر

وفي انتظارها،

تحلم باليوم الذي تُلقي فيه بيوضها

لتبني جيلاً جديدًا

 

لكنّ اليأس راودها،

تبحث عن بيتٍ جديد،

عن عشّ يأويها ويأوي صغارها،

غير أنّ الأمل كان يتبدّد رغم الجهد.

 

كلّ يومٍ، كانت تفتّش عن لوازم بناء البيت،

لكن دون جدوى

لا مزرعة قريبة تحصد منها الحشائش

لتضع بها أساس العشّ الجديد.

 

ومع ذلك، لم تستسلم.

تذكّرت أن الحاجة أمّ الاختراع،

فأدارت رأسها يمينًا وشمالًا،

تبحث، وتُنقّب عن أيّ شيء قد ينفع

 

عندها، وجدت عيدانًا قليلة من بين أوساخ الطرقات وبقايا المهملات

عيدان متفرّقة، غير صالحة للبناء،

لكنها لملمتها بصبر،

وصنعت منها عشًا

كاد أن يكون وهمًا

 

إلا أنّها، بإصرارها،

جعلته عشًا يبدو حقيقيًّا

يحفظ بيوضها

ويحمي نَسلها القادم

وهنا يتجلى فن التعاون المقدس بين الذكر والأنثى. حيث ترقد الأنثى على البيضة من وقت متأخر بعد الظهر وحتى الليل وحتى حوالي الساعة العاشرة صباحًا . ثم يتولى الذكر مهمة الحضانة خلال النهار. وتتراوح فترة الحضانة بين ١٧ و١٨ يوما

وبعد فقس البيض، يُطعم كلا الوالدين الأفراخ وبتنافس؟

وهنا تتجلّى الحكمة:

قد يصبح الوهمُ حقيقة،

والطموحُ يخلقُ أملًا،

والحاجةُ أمّ الاختراع،

فلا يأس مع الحياة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار