بغدادنا ستبقى قلعة للعلم والمعرفة
كتب / الدكتورة رضاب الطائي
كنت ولا زلت اتمنى ان تكون بغداد كسابق عهدها وهي منارة العلم والادب والتي تمتاز بعمقها الحضاري حيث مثلت اولى الحضارات على وجه الخليقة وكانت تسمى الشمس نظرا لما تحتويه من صالونات ادبية وفكرية ومعارض تشكيلية اضافة الى تخرج عمالقة الفن والادب والعلم والمفكرين منها والتي لازالت بحوثهم مصدر اشعاع وتعليم لدى الكثير في العالم.
نحن نعلم بان كل المدن او الدول عبر الزمن قد تغيرت بفعل الزمن والظروف التي مرت عليها فهناك دول خاضت حروبا ضروسة ودول دمرت بالكامل واخرى فقدت من تاريخ حضارتها الكثير وحكومات فقدت من رجالها الكثير ايضا ولكنها اخيرا نهضت بعد مخاض عسير وتمكنت بهمة ابنائها وعلمائها ومثقفيها و فنانيها ان تعيد بناء ما دمرته الحروب والظروف الطبيعية وهذه ليست بمعجزة فالكثير من دول العالم مرت بهذا ظروف.
سقت هذه المقدمة وانا ارى بغدادنا في حالة نمو بطيء جدا لا يساوي عمقها التاريخي والحضاري والكل يعلم بان بناء الدولة يقضي على الكثير من الآفات في المجتمع فمثلا لو كانت وتيرة الاعمار تدور كالعجلة في بغدادنا الجميلة لكانت نسبة البطالة شبه معدومة ولكانت الافكار العلمية تتطور في انجاز تلك المشاريع وسرعة ودقة انجازها لان المثل القائل (الحاجة ام الاختراع) ونحن نعلم بان العراق يمتلك من الادمغة النادرة في شتى المجالات ودليلنا هي تلك العقول التي تدير المجتمعات الاوربية في مفاصلها فأننا نجد البروفيسور في مجالات الطب والهندسة والفيزياء والمعمار والفن هم عراقيون وهؤلاء غادروا بسب عدم تلاقفهم من الدولة التي كان بها حربا ان تحتضنهم .
والامر لازال بيد الخيرين والمحبين لبغداد وهو ان نعمل سويا من اجل نهضة الفكر الابداعي والثقافي والفني والتقني والمعماري في بغدادنا وفي هذه الحالة سنرى الغيرة العراقية التي لايعادلها اية غيرة بالعالم وسنجد العقول المهاجرة تأتي الى بغداد لتضفي علينا بافكارها وابداعها الفني والتقني وحينها سترجع عافية بغداد وتشرق شمس الابداع.
اتمنى مخلصا ان اجد بلدي العراق وانا افتخر بالانتماء اليه هو من مصاف الدول المتقدمة فنحن لانحتاج الكفاءات الاجنبية في حين نحن اهلها نمتلك عقولا نيرة تحتاج للدعم الحكومي، وان اجد الاعمار في ربوع جنوبنا الحبيب مثل الاعمار الذي حصل في ربوع شمالنا الحبيب وهذا ينطلي على اهلنا في الوسط والغرب والجنوب لان الاعمار ثروة سياحية لاتنضب.
واتمنى ايضا ان اجد الاهوار تسترجع عافيتها والطيور تستخدمها محطة استراحة والماء يتدفق في انهار وشرايين البصرة واملي ان يكون التلاحم الاخوي لكل اطياف الشعب العراقي الابي فالعراق لايوجد غيره سوى العراق.