ثقافة وفن

عنقاء النور   

  يحيى محمد شاكر الحيالي

 

 

 

 

 

بدَتْ كأنفاسِ الجِنانِ ملامِحًا،

يَمْشِي بِهَا الإشْرَاقُ دُونَ زِحَامِ

وإذا مشتِ الفضائلُ في خُطى أُنثى

تَبَسَّمَ المَجْدُ مِنْ عِطْرِها الوِئَامِ

تَرَفَّعَتْ عَنْ كُلِّ زَيْفٍ غَاشِمٍ،

وَخَطَتْ بِثَوْبِ الطُّهْرِ وَالإِلْهَامِ

أخْلَاقُهَا تَاجُ الوَقَارِ، كَأَنَّهَا

سِفْرُ المَكَارِمِ فِي لِسَانِ عِظَامِ

تَبْنِي الحُضُورَ بِحِكْمَةٍ وَعَفَافَةٍ،

وَتَصُوغُ مِنْ صَمْتِ المَدَى إِقْدَامِ

كَالوَرْدِ تَمْضِي لَا تُضِرُّ شَذَاهُهَا،

رِيحُ القُلُوبِ وَلَا غُبَارُ خِصَامِ

وإذا تَكَلَّمَ حُسْنُهَا فِي لَحْظَةٍ،

خَالَ الزَّمَانُ حَدِيثَهَا إِلْهَامِ

مَا خَانَهَا قَلْبٌ وَلَا وَهْمُ الدُّنَى،

هِيَ دُرَّةٌ فِي صِدْقِهَا لَا تُضَامِ

فَارْفُقْ بِقَلْبٍ مِثْلِهَا يَا عَالِمًا،

فَالنُّورُ مَا خُلِقَ لِظِلِّ ظَلَامِ

سَتَظَلِّينَ الإِبَاءَ إِذَا تَنَكَّرَ،

وَجْهُ الزَّمَانِ لِأَهْلِهِ الكِرَامِ

وَمَا دَامَ فِي قَلْبِكِ نَبْضُ الحَيَاةِ،

فَلَا تَخْشَيِ ظُّلْمَةَ اللَّيْلَ، وَالأَلَمِ

فَامْضِي وَاثِقَةً فِي طَرِيقِ الكِرَامِ،

وَاصْنَعِي لِلْعَالَمِ نَجْمًا فِي الظُّلَامِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار