عقل المرجعية في جسد الدولة

بغداد / حسين كامل
في مشهد السياسة العراقية المتغير باستمرار، تظل بعض الشخصيات ثابتة في حضورها، قوية في خطابها، عميقة في تأثيرها، ومن أبرز هؤلاء، الشيخ الدكتور همام باقر حمودي، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الذي مثّل على مدى سنوات طويلة رمزًا للمثقف الديني والسياسي المجاهد ،، ولد الشيخ همام باقر حمودي في بغداد عام 1952، ونشأ في بيئة دينية محافظة، قبل أن يتوجه إلى مدينة النجف الأشرف لينهل من علومها في الحوزة العلمية. تتلمذ على أيدي كبار العلماء والمراجع، وامتزجت شخصيته بين البعد الفقهي والفكر الإصلاحي. ولم يقف عند العلوم الدينية فقط، بل نال شهادة الدكتوراه في علم النفس، ما أضاف لبعده الديني عمقًا إنسانيًا وفهمًا اجتماعيًا قل نظيره بين رجال الدين ،، وقد برز الشيخ حمودي كأحد أعمدة المعارضة العراقية في المهجر، وخصوصًا في إيران وسوريا، حيث مثّل تيارًا متقدمًا داخل صفوف المجلس الأعلى في سنوات الجهاد ضد النظام البعثي. كان من الداعمين الأساسيين لثورة الشعب العراقي ضد الدكتاتورية، وساهم في بناء الوعي السياسي لدى الجالية العراقية في الخارج ،،
وبعد سقوط النظام عام 2003، كان للشيخ حمودي دور محوري في كتابة الدستور العراقي الدائم، حيث ترأس لجنة صياغة الدستور في الجمعية الوطنية، وقد كان لصوته حضوراً في التوازن بين المكونات العراقية وضمان الحقوق والحريات، مما أكسبه احترام جميع الأطراف السياسية ، وقد تقلّد الشيخ همام حمودي عدة مناصب سياسية وتشريعية رفيعة، أبرزها:
- نائب رئيس مجلس النواب لدورتين متتاليتين.
- رئيس اللجنة الخارجية في البرلمان.
- عضو مؤسس في “التحالف الوطني العراقي”.
* النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي (منتخب في عام 2014).
* عضو مجلس النواب العراقي (منتخب منذ عام 2006).
* رئيس اللجنة التي صاغت الدستور العراقي (2005-2006).
* رئيس لجنة مراجعة الدستور (منذ عام 2007).
* رئيس لجنة العلاقات البرلمانية (2006 إلى 2018).
* رئيس لجنة الثلاثة الرجل (2006).
* عضو المجلس الوطني العراقي المؤقت (2004).
* رئيس منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان في العراق (1989).
* رئيس منظمة النخب والكفاءات العراقية (2003).
- أنتخب رئيساً للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي في عام 2017 ، بعد انشقاق السيد عمار الحكيم .
وطوال هذه المناصب، ظل الشيخ حمودي ملتزمًا بخطاب الوحدة الوطنية، ومدافعًا عن الهوية الإسلامية المعتدلة، ومؤمنًا بثوابت المرجعية الدينية ودور الدولة في خدمة المواطن ، وقد عرف الشيخ حمودي بموقفه الثابت من سيادة العراق، ورفضه القاطع لأي تدخل أجنبي في الشأن الوطني. كما كان من أشد المدافعين عن الحشد الشعبي واعتبره ثمرة من ثمار فتوى المرجعية العليا في النجف الأشرف ،
ولم يغب عن المشهد الشعبي، فقد تفاعل مع القضايا الاجتماعية، وشارك في دعم العوائل المتعففة، وكان من الداعين لإصلاح المنظومة الإدارية، وتقديم الخدمات للمواطنين، بعيدًا عن المحاصصة السياسية ،، رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي يمر بها العراق، يظل الشيخ الدكتور همام باقر حمودي يمثل صمام أمان فكري وسياسي، يجمع بين الحكمة الدينية والتجربة الميدانية. وبصفته رئيسًا للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي، يواصل دعم مشروع الدولة القوية، العادلة، المستقلة، التي تحترم ثوابت الشعب وتحقيق تطلعاته ، لقد كان ولا يزال من الذين “يؤمنون بالفعل أكثر من القول”، ويثبت حضوره في الأوقات العصيبة، متسلحًا بثقة الناس وتوجيهات المرجعية ، في زمن تتداخل فيه المصالح وتُختبر فيه المبادئ، يبقى الشيخ همام باقر حمودي من الرموز التي تحظى بثقة الجماهير واحترام النخب، لأنه باختصار: عالمٌ في الدين، حكيمٌ في السياسة، وصادقٌ في الولاء للوطن .