في يوم ممطر..
ابراهيم قوريالى/ كركوك

اثناء وجبة الفطور وضعت برنامجاً خاصاً لكتابة شعرٍ كنت انتظره منذ زمن ليس بقريب وقد حان وقته تماماً حيث اصوات المطر تلهمني كثيراً، وضعت خطتي بعناية فائقة وبتسلسل منتظم، اولاً تهيئة المواد والمستلزمات الضرورية اللازمة من اجل الوصول بانسيابية الى الهدف المرسوم( الشعر المنشود) منها نافذة ستائرها بيضاء ذات خيوط ذهبية تطل على حديقة مثمرة تزدهر ورودها وتزهو ثمراتها وقطوفها دانية كأنها ثريات تدللى وكرسي من الخيزران وقهوة يمنية يحويها فنجان خزف صنعُ في شنغهاي وماكينة تحضير قهوة شرط ان تكون تركية الصنع وماسكة اوراق مصقولة وقلم حبر من نوع پاركر وقطة أليفة تجلس على حافة النافذة وتنظر ناحيتي بعين العطف والحنان وروب جوزي اللون تحته رباط انيق وسيگار كوبي وصوت موسيقى مونامور ووووو ليكون شعري شِعراً بكل معنى الكلمة! حسناً قلت في نفسي وبدأت بعد البسلمة ابحث عن عدتي وعددي وبالترتيب ايضاً ويا أسفي بيتنا العشوائي خالٍ من الحديقة مررتُ على الغرفتين ووجدت شباكين يطلان على رحاب بمساحة ١٥ سم وخلفة حائط جارنا الغير الملبوغ ثم بحثت عن كرسي قد انهكهته الشمس ورجله الخلفي لزقت بالشريط اللاصق اما القهوة فقد تذكرت بانني املك كيساً يكفي لشخص واحد قد ابتعته يوم امس بمئتي وخمسون ديناراً ولا وجود لماكينتها! املكُ دلّة قد كسرت مقبضها ولم اجد ماسكة الاوراق لانها غير موجودة اصلاً ماهي ماسكة اوراق؟ حسناً لدي قلم يسمى جافاً يكتب كلمة دون اخرى وقد اصابه نزلة برد شديدة! حسناً حسناً لا مشكلة في وجود هرة فزقاقنا الضيق الملتوي يحوي على اشكال غريبة وعجيبة لكن من يجروء على التقاطها فهي عدوانية شرسة! لا مشكلة في الروب والرباط استغنيت عنهما وكذلك السيكار املكُ الرخيص منها فهي تفي بالغرض ولم استطع الدخول الى يوتيوب لوجود شروخ كثيرة في شاشة هاتفي النقال تمنع الاستدلال والوصول الى مبتغاي مع كل هذه الخيبات التي تقضي على آمالي الفارغات قررتُ ان أخوض هذه التجربة بالرغم من انعدام عددتي وعددي والمستلزمات المهمة التي يقول عنها بعض الذين يدَّعون الثقافة انها ضرورية! جلستُ القرفصاء في احدى زوايا غرفتنا( لا ملك غرفة لوحدي) والتقطتُ ورقة مازال ظهرها خالياً وكتبت
((يا صاحب القلب الحزين
احزن،
خذْ احزان اهلك واصدقائك
خذ احزان دارك العشوائية
خذ احزان الفقراء والمرضى،
خذ احزان الذين لا حول لهم ولا قوة
احزنْ كثيرا
احزن بالنيابة عنهم
بطل انت، قوي انت.
واجعلْ من حزنك قوة لا تضاهي
لتركل بها مؤخرة اللصوص واهل السحت،
حيثُ لا يجروء غيرك على هذا،
ايها الحزين منذ الأزل))