جيشنا مفخرة وطننا
ا. د. رضاب الطائي
الامن والامان كلمتان متلازمتان، فـالأمن يشير إلى الإجراءات والممارسات التي تتخذها الحكومات والمجتمعات لحماية الأفراد والممتلكات ومنع الأخطار والتهديدات، بينما الأمان هو الشعور الداخلي بالطمأنينة والثقة والراحة النفسية التي تنتاب الفرد نتيجة وجود هذا الأمن وبالتالي، فالأمن هو الجانب العملي والإجرائي، والأمان هو المحصلة النفسية والروحية، كلاهما ضروري لحياة مستقرة ومزدهرة.
اقتبست هذه المقدمة التعريفية لكي يعرف القارئ نعمة الامن والأمان التي ينعم بها في وطننا الغالي ولكي نتمعن اكثر في موضوع الامن لابد ان نعرف بان الامن الخارجي اذا كان هشا فلا امن داخلي واذا كانت حدودنا بيد من حديد يحميه جيش وطني فأننا سننعم بالأمن والامان والعكس هو الصحيح .
فالجيش مؤسسة وطنية راقية بأهدافها ومبادئها مهمتها الأساسية الدفاع عن الوطن بالدرجة الأولى وصون الحريات العامة وحماية الدستور وتعزيز الوحدة الوطنية ودعم الاستقرار الداخلي والمحافظة على قيم المجتمع وتراثه وإنسانه… ولا سبيل للتحدث عن الحياة العسكرية من دون التطرّق الى واقع المؤسسة العسكرية التي هي صرح ثابت ومتماسك ومدرسة وطنية هادفة ينهل منها كل متطوّع في المؤسسة العسكرية المعرفة الوطنية الصحيحة ويتدرّج فيها يتربى على القيم والمفاهيم التي تجعل منه رجلاً مسؤولاً.
فكل وحدة عسكرية هي دار رحبة بل هي البيت الكبير الذي تنتشر فيه المبادئ الوطنية والأخلاقية وهي المعهد الذي يتخرج منه رجالاً أقوياء بل هو مدرسة الابطال قدوة في البطولة والتضحية والإخلاص والفداء.
الجيش هو الوطن هو الركيزة الرئيسة للوحدة الوطنية وليس من وطن بلا جيش والحياة العسكرية حياة منظّمة يسودها الانضباط والتوحّد والتعاون وعلى هَدْيها تتشكّل الخطوات التي تدعم تحقيق الأهداف الوطنية على كافة المستويات.
إن جوهر الشخصية العسكرية يتجلّى في احترام الذات والثقة بالنفس والإيمان بقدسية الرسالة الوطنية ومن أبرز السمات التي يجب أن تتصف بها الشخصية العسكرية لتكون على الصورة المثالية وترقى الى مستوى التكامل الحكمة والشجاعة والأخلاق والصبر والإرادة والعدل والشهامة والنخوة والذكاء والحسّ المرهف والانتباه الشديد والاستعداد للتضحية والمفروض أن يتحلّى كل عسكري بذهنية صافية وأن يتعمّق لديه الإحساس في أن الوطنية هي طائفته وهي عائلته وأن الجيش هو بيته الكبير وأن يكون متسامحاً ومحباً ويتعاطى مع المنتسبين معه بإنسانية..
هكذا هو جيشنا وفخرنا وهذا لا يأتي من فراغ دون المتابعة الحثيثة من القيادة العليا التي تشرف مباشرة على اعداد الجيش وتسليحه وتعليمه اصول العسكر .. لقد كان الدور الفاعل والكبير لمعالي وزير الدفاع الاستاذ ثابت محمد العباسي الاثر البالغ والمؤثر في نفسية العسكري العراقي ورفع المعنويات خاصة ونحن لازلنا نحارب خفافيش الظلام تارة على الحدود وتارة نضرب معاقلهم الهشة وما الدور الكبير للقيادة العسكرية البطلة وهي تجوب وادي حوران لغرض تجفيفه من بواطن الارهاب والظلاميين .
المتابعة الحثيثة من قبل معالي الوزير الاستاذ العباسي اضفت روحا معنوية كبيرة لدى العسكري العراقي وهو يشاهد بأم عينيه قائده معه في كل لحظة يؤازره ويشد عضده ويشجعه ويكرمه وينصفه ويوجهه نحو بر الامان فالقيادة السليمة والذكية تنتج رجالا اشداء اقوياء.
بارك الله في الرجال المخلصين المحبين لوطنهم والمدافعين عنه بأرواحهم النقية وبارك الله بالقيادة البطلة وهي تحث الخطى نحو التقدم العسكري والعلمي والتسليحي لغرض درء الخطر عن حبيبنا العراق.
انهم الرجال الرجال ومبارك لكم هذا الحب للعراق.