الطموحات ميزان بين الأماني والقدَر… كيف يحفظ الإنسان توازنه؟
بقلم: خليفة الشرقي
الأمنيات كثيرة،
والحياة مسرحٌ يزدحم بالجدل والاحتمالات…
غير أنّ الطموح حين يعلو بلا جناحين من الإرادة، يصبح ثِقلاً يجرّ صاحبه نحو الانهيار…
فالصراع دائم بين الممكن والمتاح، وبين ما تُحلّق به المخيّلة في سماء بعيدة وما يُقيّده الواقع على أرض صلبة…
وما لم يُضبط هذا الميزان، اختلّت المعادلة،
فتخور القوى، وتتساقط الحصون الداخلية،
ويتسرّب اليأس في أركان الجسد والروح حتى يغدو الإنسان أطلالًا من أملٍ كان يومًا متّقدًا…
لكن الحياة ليست ساحة هزيمة لمن يعرف كيف يُهذّب طموحه،
ويُلبسه ثوب الحكمة،
ويغذّيه بصبرٍ جميل.
فالمثل العراقي يقول: “تمدّد على حجم غطائك”،
غير أنّ الغطاء قد يكبر إن وسّع الإنسان أفقه بالعمل،
فالحكمة لا تدعو إلى خنق الطموح، بل إلى أن يكون طموحًا مُسنَدًا بالفعل،
لا أمانيّ جوفاء تذروها الرياح…
وفي النهاية، يبقى وعد الله أعظم من كل حسابات البشر:
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
فالإرادة تضع الخطوة الأولى،
والتوكل يفتح أبواب السماء…