المقالات

عند جهينة الخبر اليقين

اركان عبد الله نجم

 

 

 

   تظاهرنا ورفعنا نعش الكهرباء فوق الأكتاف ، اعتصمنا ووقفنا امام مبنى الوزارة المعنية ، كتبنا في اغلب الصحف العراقية ، صرحنا لاغلب الوكالات المحلية ، وصل تصريح الشعب ومظلوميته الى كل الوكالات العربية والعالمية ، لقاءات وحوارات وزيارات وتفقدات وحوافز اجرتها اغلب القنوات الفضائية.

تظاهر كل الشعب العراقي بكل أطيافه ليقف صفا واحدا ضد هذه المهزلة الكهربائية، التي حلت بالعراق وأهله رافعين شعارات يطالبون بحقوقهم في الكهرباء والماء التي يصفونها من( المفقودات النفيسة والثمينة) منذ أكثر من (22 سنة) وتركزت بشكل كبير في بداية 2003 والى هذه اللحظة، فما زالت الكهرباء ذلك الضيف الذي ينتظره العراقيون لقاءه ورؤية إطلالته السعيدة المفرحة وكأنها العيد السعيد، وهي الوحيدة التي جمعت العراقيين عند توليدها بينما عجز المسؤولون عن جمعهم، لكن سرعان ما تختفي، فنفذ صبر الشعب العراقي وبعد ما كان ينتظره من الحكومة، يئِس منها فخرج يطالب بحقه.

كنا ولازلنا نسمع بــ ((وعود رنانة ، تصدير الكهرباء ، تعاقدنا مع شركة عملاقة ، استوردنا شبكات ضخمة ، تمت ادامة الخطوط الناقلة ، تم صرف مليارات الدولارات لتحسن الطاقة الكهربائية ، معالي الوزير التقى مع السادة اصحاب الشأن لتحسين انتاج الطاقة الكهربائية ، في العام القادم سوف نصدر الكهرباء من الفائض المحلي )).

وعلى هالرنة طحينج ناعم.

فقد عانى العراق من نقص في القدرة على توليد الكهرباء في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية في عام 2003، فضلًا عن صعود وسقوط تنظيم داعش الارهابي بين عامي 2014 و2017. وفشلت الحكومات المتعاقبة حتى الآن في إعادة تأهيل قطاع الكهرباء في العراق، رغم إستنزاف نحو اكثر 100 مليار دولار أميركي على هذا القطاع في السنوات الـ 22 ولازالت الكهرباء تترنح.

والشيء المخفي عند اغلب السادة هو ان العوائل العراقية وحدها قد صرفت مليارات المليارات من الدولارات لاصحاب المولدات الاهلية منذ 2003 ولغاية الان ولو اجرينا جرد بسيط على ماتدفعه العائلة العراقية شهريا كاجور لاصحاب المولدات لكانت النتيجة كارثية. فهل من المعقول ان تصرف كل تلك الاموال في سبيل ان ننعم بوجود الكهرباء التي اصبحت معضلة دائمية في العراق بعد اصابتها بالشلل الدائمي. الكل يسأل ولازال يسأل متى تنتهي ازمة الكهرباء في بلدنا الغني ؟

والجواب هو عند جهينة الخبر اليقين .. واللبيب من الاشارة يفهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار