الحُسين ع عَبرَ مَسارَين … في بيت البياع الثقافي
كتب / علي غني
بمنتهى الكياسة وغاية الذوق، لبى الباحث والكاتب (رزاق إسماعيل محمد ) دعوة ( الحاج كمال عبدالله العامري) مدير (بيت البياع الثقافي) الذي حاول أن يقطف بعض الأزهار من سيرة الضيف ..[ ولد في كربلاء عام ١٩٥٣ ونشأ وأكمل فيها دراسته الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية – حَرَمَهُ النظام البائد من إكمال دراسته الجامعية – في سبعينات القرن الماضي عمل ممثلا مسرحيا في الفرقة القومية للتمثيل/فرع المحافظة- عُرف بإتجاهه العلمي، وبحث في الصوت، وكيفية انتقاله عبر الأثير ومايميز الترددات الصادرة من الحنجرة والآلات الموسيقية- نشر أبحاثه في صحيفة “الجمهورية” في ٣٦ نشرة جدارية- شارك في مهرجان نقابات فناني القطر عام ١٩٨٠ في بغداد/قاعة الخلد بفرقة موسيقية كانت جميع الآلات من صناعته، أشاد به النقيب الفنان “حقي الشبلي” رحمه الله والحضور من أساتذة كلية ومعهد الفنون الجميلة طالبين إعادة العرض – عام ١٩٨٠ تم إعتقاله في سجون (كربلاء، أبي غريب، الأمن العامة) ثم إبعاده خارج الحدود ومصادرة ممتلكاته المنقولة وغير المنقولة- عاد بعد ربع قَرن حاملا أبحاثا علمية وعقائدية برؤيا معاصرة- له عدة مؤلفات: (# مذكراتي # سِفر من الملكوت الى الملكوت # السَفَر الى الماضي والى المستقبل # وأخرى قيد الإنجاز)- وسيناريوهات أفلام طويلة ومسلسلات ومسرحيات لم تُطبع بعد- نشر بعض كتاباته في مجلتَي (المسرح الحسيني وصدى الروضتين) ..].. وقبل البدء، ارتأت “الإدارة” هذا اليوم، أن تنأى عن (الأَعلام) وتبحث في دائرة (الإِعلام) عما تم تدوينه من ( إحصائيات واقعة الطف ) تمهيدا جديدا للمحاضرة التي توشحت بعنوان (الحسين “ع” بين الحقيقة والخيال)، التي إشتغل فيها المُحاضِر على ثلاثة مَحاوِر:( ١/الحقيقة: لايمكن إستيعابها إلا من خلال معرفة عالم الملكوت وقوانينه عن طريق معرفتنا عن عالم المادة والحياة الدنيوية وقوانينها– ٢/الخيال: ماورد الينا عبر التأريخ والروايات في بطون الكتب التي نقلها رجال الدين وخطباء المنابر، مع إيضاح أسباب عدم وجود أحداث الواقعة بخط الأئمة المعصومين والغاية من ذلك– ٣/ الحسين “ع”: وهو نفس رسول الله “ص” ورسالته العملية وغايتها السماوية، مستشهدا بالكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والأحداث التأريخية والأمثلة العامة.. )… وبسبب ماجاءت به من أفكار جديدة وآراء معاصرة، أثارت الكثير من أسئلة النخبة الحاضرة من الأخوات والأخوة ، فتداخل كل من :{ عبدالكريم حرب حسين مجيد، أنس مالك، نُهى سالم، د.ستار داخل، راضي هندال، د.طالب عبدالعزيز، علاء الوردي، نبأ مكيه، عباس حسن، سيد عدنان محمد، حيدر سعيد، غدير سعد، يونس عباس، ضرغام البناء، ياسين عباس، هلال العبدالله، محمد باقر، عباس، علي الرضا.. }، وتمتعت إجاباته بدرجة واضحة من العلمية، ومستو متقدم من المنطقية، وقدرة عالية من الشفافية.. أختتمت الجلسة بتكريم الطالب المتفوق، ومن رواد “البيت” ( يونس عباس حسن) الحاصل على درجة الإمتياز في الإمتحانات الوزارية/ السادس العلمي للعام الدراسي ٢٠٢٥/٢٠٢٤ ، ومَنح “إسماعيل” شهادة تقديرية وهدية رمزية من قبل “العامري”، مصحوبة بصادق الإمتنان لتجشمه العناء، مشيدا بما إنطوت عليه طروحاته من ثراء، غابطا عمق ولائه لسيد الشهداء ، باعثا أطيب التحيات لأهالي كربلاء، ملتمسا العذر عن التقصير “من شيم الكرماء” .. لنبقى على خطى الإمام رمز العزة والإباء .