فاتورة الخذلان كانت باهظة ، لشعب غزّة من الأمة العربية و الإسلامية
ليندا حمدود / الجزائر

فالحرب بغزّة لم تنتهي بشكل كامل يضمن السلام المتفق عليه في قمة شرم الشيخ لأنّ الوسطاء لم يمثلوا الشفافية في الدفاع ولكنهم مثلوا الشراكة الموقعة على سفك دماء الغزييّن بالتقسيط.
بين نظام غذائي سام و علاجات شحيحة واغاثة ذليلة أصبحت الحياة على قطاع غزّة.
الشتاء يدخل غزّة على العدم ، لا بيوت موجودة ولا أسقف باقية ولا كرفانات محمية ولا خطة لإنعاش الحياة برمجت من قوات حفظ السلام التي مضت في إتفاق غزّة.
ضحايا الموت بغزّة اليوم يسجلون حسب المعاناة اليومية.
من شهيد البرد والصقيع لشهيد المجاعة و شهيد الألم حتى النزيف وشهيد الرصاص والقنص والاستهدافات العشوائية.
حصيلة شهداء منوعة تعد أخبار عابرة اليوم في ساحة الأحداث العاجلة لمواقع التواصل الاجتماعي والإعلام.
الخيم البالية التي لا تصلح للعيش الٱدمي ولا تتاح فيها ظروف الحياة المناسبة ولا تقي من برد أو حر أو صقيع أصبحت اليوم بإصرار ومتابعة من كل دول العالم وليس من قرار الكيان المأوى الوحيد المتاح لسكان غزّة.
لا يحق للغزيين أن يعترضوا فالكيان الصهيوني ولقطائه من الوسطاء قاموا بمعروف كبير ومهم بوقف الحرب على غزّة التي تعود بين الفينة و الأخرى حسب مزاج الكيان من اغتيال واستهداف ونسف وقصف وتفجير وحرق فالأرض ليست للغزييّن فهي مغتصبة حرفياً للكيان أولا وللعرب الموقعين على قانون السلام بتقاسم الغنيمة على قطاع غزّة!
لن يدخل الغذاء الصحي الكافي لتغطية مليوني غزاوي!
لن يتوفر العلاج الكامل لجميع الحالات المرضية لمليوني غزاوي!
لن يسمح بإخراج الحالات الخطيرة والمستعصية للتعافي لمليوني غزاوي!
لن يسمح بإدخال المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الردم وإنتشال الشهداء لمليوني غزاوي!
لن تدخل البيوت المتنقلة لتقي من البرد والصقيع لمليوني غزاوي!
لن تعود الحياة بغزّة لمليوني غزاوي!
لن تصور الحقيقة من الإعلام الغربي على واقع غزّة المدمرة للعالم!
لن يسمح بإفساد الرواية الصهيونية أو كشف حقيقة مابعد الحرب لمليوني غزاوي!
لن يتحرك العالم لمليوني غزاوي!
غزّة تعيش حرب الجوع والفقر والعدم والدمار والخراب والضياع
غزّة اليوم تطعن مرة أخرى بألف طعنة من تهميش وتضليل وحرمان لكي تعود القضية الفلسطينية لنقطة الصفر وينفذ الكيان ماأنقذه السابع من أكتوبر قبل فوات الٱوان.
هي معركة النهاية لا نعلم حيثياتها وكيف ستكون المنطقة كلها بعد هذا التغييب والتضليل ولكننا نعلم جيدا أن نقطة الإقلاع من غزّة فلا تبرحوا مواقعكم وتشاركوا الكيان والوسطاء والامة وأنظمتها اللعينة في صرف القضية الفلسطينية وتصفيتها وترك مليوني غزاوي يعيش مصيرا مجهول.
