المقالات

القمة العربية الفضفاضة… والأعلام المرفرفة الجميلة إلى أين؟ قمة بلا قلب… وأمة تبحث عن نبض

بقلم: خليفة الشرقي

 

 

 

المشهد البراق:
حين تنظر إلى القاعات المزدحمة بالمؤتمِرين، تبهرك الملابس المزركشة، والألسن التي تنقط ذهبًا خطابًا وبلاغةً، والأعلام التي تتبارى في تجميل الصورة حتى تكاد تخدع الأبصار…
والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ يغني للجالسين وينظر في العيون،
والقيصر كاظم الساهر يبدع بأغانيه ويشجع كي لا ينامون…
والجميع يظن أن هذه القمة ستولد قرارات حاسمة تُنقذ الأمة من جراحها وتضع حدًا للاعتداءات الصهيونية الإسرائيلية…والجماهير العربية، المرهقة بالخذلان، تنتظر البيان المنتظر كما ينتظر العطشان قطرة ماء…

الصدمة الهزيلة:
لكن المفاجأة تأتي صادمة: قرارات هزيلة تتبختر على الورق، وانتصارات وهمية ترفرف على الأعلام، بينما العدو يتمدد أرضًا ودمًا…
«انتصرنا كما يقولون — باللسان والحكمة، لكن بلا فعل، حتى في التهديد والوعيد الكاذبين…

قمم من كلينكس:
سبق أن عُقدت قمم كثيرة، لكنها لم تكن سوى مؤامرات مفخخة في بوق لا يسمع؛ كلام يعلو كالدخان ثم يتبدّد، لا يترك أثرًا إلا مزيدًا من الوهم والخذلان…

الهزائم الحقيقية:
فتبًا لقرارات لا تردع غاصبًا، ولا ترفع مظلومًا… وتبًا لأمة ما زالت تبيع الوهم في أسواق البلاغة، وتشتري الهزيمة بأغلى الأثمان…ولعلّ التاريخ يسجل بمدادٍ من سخرية سوداء أن قممًا كانت كالأقنعة: تلمع في العيون لكنها جوفاء في الداخل؛ لا تُغني أمةً ولا تردّ عنها عدوًا. كأنها جبال من هواء وسقوف من دخان… تظلّل الأمة قليلًا، ثم تتركها في العراء أمام الريح العاتية…

الخاتمة:
قمة عربية خارقة تُعقد لأهم حدث تاريخي؟ اختراق وتمزيق لجدار الأمة الأمني… لكن من اعتاد الانتصار باللسان سيبقى أسير الهزائم، فيما يختلط دم الشعب الفلسطيني بالسراب، وفي صمت قاتل بلا ضمير ولا رادع…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار