الرئيسية

بين فوضى النقل وسلطة المتنفذين… من يحكم شوارعنا؟

حسين الخفاجي

 

 

في مدننا العراقية، لم تعد الكراجات مجرد محطات انطلاق ووصول للمركبات، بل تحولت إلى بؤر فوضى تعكس أزمة النقل العام، وغياب الرقابة، وتداخل المصالح بين الرسمي وغير الرسمي. وراء هذه الصمت المطبق تختفي حقيقة أخطر: الكراجات الوهمية والعشوائية التي تنمو على حساب المواطن، وتعمل تحت حماية جهات متنفذة تتحدى القانون.

ملامح الفوضى

* سيارات خارج السيطرة: أعداد كبيرة من المركبات تعمل بلا تراخيص أو تتجاوز خطوط النقل الرسمية، ما يحرم هيئة النقل من دورها الرقابي والتنظيمي.

* كراجات وهمية: في أحياء عديدة ظهرت محطات غير قانونية أشبه بـ (أسواق سوداء للنقل)، حيث يتم تحميل الركاب بعيدًا عن أعين الرقابة.

* نفوذ يحمي المخالفين: شهادات سائقين تشير إلى أن هذه الكراجات محمية من أشخاص ذوي نفوذ، ما يجعل اقتحامها أو تنظيمها شبه مستحيل .

أصوات من الميدان

* سائق حافلة قانوني: ندفع رسومًا، نلتزم بخطوط النقل، لكننا نخسر زبائننا لصالح سيارات تعمل من كراجات وهمية تحت حماية متنفذين… فمن يحمي القانون؟

* راكب يومي: الكراجات الرسمية مزدحمة وبعيدة، بينما الكراجات العشوائية أقرب وأسرع… المواطن هو الضحية بين الفوضى والفساد.

* مسؤول سابق في هيئة النقل: الهيئة عاجزة أمام نفوذ تلك الجهات، فكل محاولة لإغلاق كراج عشوائي تنتهي بضغوطات.

أبعاد الأزمة

  1. اقتصادية:

* خسائر مالية ضخمة لقطاع النقل الرسمي.

* استنزاف جيوب السائقين الشرعيين والمواطنين على حد سواء.

  1. اجتماعية:

* تضاعف الازدحام المروري.

* غياب العدالة بين العاملين في قطاع النقل.

  1. أمنية:

* هذه الكراجات غير الخاضعة للرقابة قد تكون بيئة للفوضى أو حتى أنشطة غير قانونية أخرى.

من يحاسب من؟

في الوقت الذي تكتفي فيه الجهات الرسمية بالحديث عن خطط تطوير، يظل المواطن شاهدًا على واقع يزداد سوءًا. السلطة الحقيقية لا تبدو بيد هيئة النقل، بل بيد من يسيطرون على الكراجات الوهمية، محولين النقل العام إلى ميدان صراع نفوذ بدلاً من خدمة مجتمعية.

حلول ممكنة

* حصر شامل للمركبات وخطوط النقل وربطها إلكترونيًا.

* إغلاق تدريجي للكراجات الوهمية مع توفير بدائل منظمة وقريبة للمواطن.

* حماية السائقين الملتزمين عبر تخفيض الرسوم وتشجيعهم على البقاء في القطاع الرسمي.

* إرادة سياسية حقيقية لكسر نفوذ الجهات التي تحمي الفوضى.

خاتمة

كراجاتنا الصامتة ليست مجرد أماكن لتكدس السيارات، بل هي مرآة لصراع بين القانون و اللا قانون. صمتها يخبئ ضجيج فسادٍ منظم، وفوضى تضرب قلب مدننا يوميًا. والسؤال الذي يبقى: هل من إرادة لكسر هذا الصمت .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار