بوسترات المرشحين وشعاراتهم
صبيح فاخر

الانتخابات البرلمانية على الأبواب والحراك السياسي والبرلماني والدعاية الانتخابية بدأت مبكرة وعلى اوجها وقد أصبحت الصورة جلية للمشهد البرلماني في البلاد وما تطرحه الكتل والمرشحون من شعارات انتخابية اقتصر البعض منها على كلمة واحدة استطيع ان أصفها أفكار او مقترحات او حلول وأحيانا تمنيات للمرشحين في مواجهة المشهد السياسي الذي نعيشه والتي تؤكد جميعها في الظاهر طبعا على بناء العراق وإعادة هيبة الدولة وتحقيق السعادة والرفاهية لشعبه وبناء مستقبله الزاهر وهي جميعها بالمحصلة ليست سوى شعارات فحسب حملتها بوسترات المرشحين الى جانب صورهم .
والكل يرى ان بناء العراق وفق منظور حضاري متطور ليس امرأ صعبا اذا ما توفرت لدى القائمين على زمام أمور البلد النوايا الحسنة والمسؤولية التاريخية وتلك لعمري تجعل من الإنسان مبدعا باتجاه طرح الرؤى الصحيحة التي من شانها ان تحقق الطموح المنشود في بناء الدولة العصرية والمتجمع المتطور وبلوغ الحضارة المنشودة .
فالحضارة تعد علامة مميزة في سجل البشرية منذ ان خلق الانسان .. وهي حالة من التقدم الإنساني لازمته ومنذ الخليقة وبالتالي فإنها ليست وليدة يوم او شهر او بضع سنين ..
الحضارة تعني التطور والتقدم للخروج من العتمة والتيه الإنساني الى حالة الوعي الفكري والثقافي الذي ساعده على استعمال الآلة والموارد الاقتصادية على أكمل وجه ..
الحضارة الإنسانية لا تتحقق الا من خلال دولة قوية تتوفر فيها مقومات البناء والتقدم والرقي ووجود رجال اشداء يعملون على تحقيقها وفي ذات الوقت يدافعون عنها ، وفي التاريخ شواهد كثيرة .. فكم من دولة صغيرة استطاعت ان تحمي نفسها وتطور من نهجها عبر السنين الى ان وصلت الى مصاف الدول الكبرى ، فهل يا ترى نستطيع نحن في العراق من إخراج بلدنا من حالة التيه والانحلال الى حالة الوعي والتقدم الفكري والحضاري ..
وهو الذي يمتلك ما لا تمتلكه دول اخرى من حيث الإمكانات والثروات المادية والبشرية ، وفيه من الطاقات المبدعة والعقول النيرة ما يجعله دولة متقدمة وكبيرة تضاهي دول العالم المتقدمة . من هنا فان المواطن بدأ يتلمس ان هناك اليوم من هو في دفة المسؤولية الأولى – وهذا ليس انحيازا – يعمل جاهدا على خلق نهضة صناعية وعمرانية وخدمية في البلد وتعزيز روح المواطنة وتحقيق النهوض الاقتصادي والاستقرار الامني والحفاظ على المنتوج الوطني من خلال حزمة المصانع الانتاجية التي اعيد تأهيلها وافتتاحها مؤخرا .
اننا عندما نضع الشعارات الانتخابية التي جاءت بها الكتل البرلمانية ومعها شعارات المرشحين في الميزان – نجد اننا سنجعل من العراق بلدا قويا آمنا مزدهرا وهو امر نتمناه جميعا لبلدنا .. الا ان التمنيات سرعان ما تتبدد من أفكارنا كون تلك الشعارات والأهداف التي تطلق اليوم هي نفس الشعارات التي أطلقت بالأمس وفي اكثر من ممارسة انتخابية شهدها العراق ولم يتحقق منها شئ الا النزر القليل .. الامر الذي جعل المواطن غير مكترث بما يطرح اليوم …
فهل يا ترى نستطيع كسياسيين وبرلمانيين الوصول الى اهدافنا لبناء مجتمع تسوده العدالة وتحكمه سلطة القانون ونعيش حياة هادئة مستقرة وينعم أطفالنا وأجيالنا بمستقبل أفضل ؟
والجواب على كل ذلك ليس امرأ صعبا فثمة من يعمل اليوم جاهدا على تحقيق ذلك من اجل الحفاظ على العراق ودعوة الجميع للمشاركة في بنائه والخروج به الى بر الامان .وعندها سننسى تجاوز المرشحين على الحق العام عندما علقوا بوستراتهم في الشوارع وتعرضت حدائق الجزرات الوسطية الى التلف والدمار .