العراق وسبع أرواح
بقلم: خليفة الشرقي

منذ فجر التاريخ،
والعراقُ يتلقّى موجاتٍ من الغزو والعدوان،
لكنّه، في كلّ مرّة،
ينهض من تحت الركام،
سالمًا مكرَّمًا،
كأنّه خُلق بسبع أرواح،
كروح القطّ…
لا تفنى بسهولة…
قاوم العدوان الخارجيَّ بطموحٍ لا يلين،
وتحدّى جحافل المغول العاتية،
وواجه أطماع الاستعمار الغربيّ،
وانحنى لحظةً أمام جبروت أمريكا،
لكنّه سرعان ما اعتدل،
ينهض من جديد،
كأنّ وعدَ الله يرافقه:
{وتلك الأيام نداولها بين الناس}.
في أرضه فكرٌ خلّاق،
وفي ترابه سحرٌ عريق،
وفي صلبه رجالٌ عاهدوا الله
أن يكونوا سدًّا منيعًا،
ورايةً لا تُطوى ولا تنحني.
هو العراق…
جغرافيا التاريخ،
من سومر وبابل وآشور،
إلى حضارة العرب والمسلمين…
على أرضه بدأ التاريخ،
وزُرِعت الحضارة،
وتجذّرت الإنسانية في تربته…
هو نبض الخلود،
وكلّما أرادوا موته…
عاد أقوى،
مصداقًا لقوله تعالى:
{ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
وأخيرًا نقول:
إنّ أرض الرافدين لا تحيا بسبع أرواح فحسب،
بل بعددٍ يفوق العدّ،
وبقوّةٍ تضاهي عظمةَ تاريخها
وضخامةَ حضارتها…