ثورة العشرين والمسرح.. في “بيت البياع الثقافي”
كتب / علي غني

لمعرفة إنعكاسات حدث تأريخي مفصلي على (أبي الفنون)، ضيّف (بيت البياع الثقافي) بإدارة (الحاج كمال عبدالله العامري) الباحث الأكاديمي (د. علي الربيعي).[ ولد في الحلة عام ١٩٦٧- حصل في جامعة بابل/كلية الفنون الجميلة/فنون مسرحية على:( بكالوريوس/١٩٨٩، ماجستير/ عن رسالته الموسومة ” تأثيرات الدراما الحديثة في المسرحية العربية الحديثة”/١٩٩٨، دكتوراه فلسفة/بإطروحته المعنونة ” الخيال في المسرح”/ ٢٠٠٣)، وترأس القسم (٢٠٠٩-٢٠١٣)، وشغل منصب عميد الكلية (٢٠١٣-٢٠١٧)، وكذلك منذ عام ٢٠٢٤ ولحد الآن، وفي كلية التربية/بكالوريوس آداب تأريخ/١٩٩٩ وماجستير)- رئيس تحرير مجلة (نابو) للبحوث والدراسات المحكمة (٢٠٠٥-٢٠١٥)- عضو (إتحاد الأدباء والكتاب، نقابة الفنانين، جمعية مؤرخي الموصل)- أنجز أكثر من ثلاثين كتابا، شكّلت خزانة معرفية لاغنى للباحث والمهتم عنها، فقد كتب عن المسرحيات المفقودة، وعرّف بجيل المسرحيين المُهمَشين، وأخرج من ظلال النسيان أسماء مثل:( شالوم درويش وأنور شاؤول وسليم بطي وهادي جبارة..)،وخلّد مدنا وأزمنة منسية في الحلة والمدارس والأجواق العراقية والمسيحية واليهودية- واصل الحفر في ذاكرة المسرح من خلال مشاريع توثيقية إستثنائية مثل سلسلة:(من خِزانة المسرح، المسرح العراقي في وثائق دائرة السينما والمسرح، مخرجو الفرقة القومية، مهرجان المسرح العراقي..مسيرة إبداع)- كتب في النقد الفني والأدب والتأريخ،ونُشرت له مقالات في صحف ومجلات محلية وعربية- أتحف الوسط المسرحي والثقافي بكشفه التوثيقي عن نص مسرحية “الحُسين” للكاتب اللبناني “محمد الرضا شرف الدين” (١٩٠٩-١٩٧٠)(صاحب كتاب المراجعات المشهور)،الذي مضى على صدوره أكثر من تسعين عاما، ليقدمه مطبوعا في كتاب، مقدما له بدراسة وتعليق وتحقيق عن النص والمؤلف- يُشبه إرشيفا حيا لايهدأ، عاشقا نادرا لذاكرة الخشبة، حافظا لتواريخ التجربة المسرحية العراقية بمدارسها ومرجعياتها، باحثا يسير على الحافة بين الشغف والإنضباط، بين التوثيق والإبتكار، ويُعَدُ ضميرا من ضمائر الثقافة العراقية وحارسا أمينا على بوابة الزمن الفني – شارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات والندوات وورش العمل داخل العراق وخارجه- أشرف على العشرات من رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه، وناقش الكثير منها في جامعات العراق المختلفة- نال المئات من كتب الشكر والشهادات التقديرية والجوائز والدروع محليا وعربيا،منها: وسام الفنون في المهرجان المسرحي الدولي في مِصر..]، وعلى غِرار السياق الذي إعتمدته إدارة “البيت”، في تسليط الأضواء على أعلام العراق، قبل بدء الجلسة، ارتأت تأبين الإنسان المُهذَب والصديق المُقرَب، الذي رحل عن عالمنا قبل ثمانية أيام الفنان المبدع (إياد الطائي “١٩٦٥-٢٠٢٥”) .. ووفقا لما جاء في تلخيص الباحث لتحديد فكرة محاضرته ذات العنوان: ( أصداء ثورة العشرين في المسرح العراقي ):( يُعد الوضع السياسي من المؤثرات الكبيرة التي أثرت كثيرا في المسرح العراقي بدءًا من سبعينات القرن التاسع عشر صعودا حتى الآن ، إذ لعب دورا مهما ومؤثرا في رسم سياسة هذا الضرب من الفنون ، الذي أخذ يتحرك على وفق بوصلة السياسة في الكثير من مواضعه. ومن بين الأحداث السياسية المعبرة ثورة العشرين ١٩٢٠ التي اثرت في المشهد المسرحي العراقي ، إذ تلقف الكتاب المسرحيون هذا الحدث وبنوا عليه بعض المسرحيات بشكل مباشر او من دونه. واظهروا لنا تفاعلا بين الفن المسرحي والواقع السياسي..) وتوقف عند عام ١٩٢٠ وعدّه عام الثورات في الوطن العربي، وتحدث عن ملابسات ثورة العشرين وأحداثها، وموجز عن تأريخ المسرح بدءا من أول عرض عام ١٨٧٤ في مدرسة الآباء اللاتين عن “ماري جوزيف”، مشيرا الى بعض النصوص القديمة، والى مساهمة الشاعر المعروف “د. محمد مهدي البصير” كونه صاحب أول نص يكتبه عراقي ( وفود النعمان الى كسرى انو شروان)، و (دولة الدخلاء)، والمسرحيتين الشعريتين ل (عبدالحميد الراضي)، باحثا في العديد من الجذور التأريخية، والشواهد النصية والتجارب الشخصية..، ونظرا لما أثارته المحاضرة من تساؤلات عند السيدات والسادة الحضور، الذين شارك منهم:{ راضي هندال، نبأ مكيه، د.طالب عبدالعزيز، حسن عليوي، غدير سعد، ستار عبد، حيدر سعيد، ضرغام البناء، هلال العبدالله، والشاب المواظب عباس.. }، وجاءت إجاباته متناغمة مع رصيده الأكاديمي الرصين، وخزينه الوثائقي الثمين، وتأريخه التربوي المتين .. أختتمت الجلسة بمنح” د. الربيعي” شهادة تقديرية وهدية رمزية من قِبَل “العامري”، مقرونة بغاية الإمتنان لإستجابته الفاضلة، مشيدا بإمكاناته الإرشيفية الهائلة، مهيبا بدماثة أخلاقه المُذهلة.. داعيا للحضور بالمسرات في الأيام المقبلة.