المقالات

الجِهات الامنية وجنود الارشاد التربوي

عبير القيسي

 

 

 

لا يوجد شكَّ مطلق بما يقوم به عناصر الاجهزة العسكرية من جهود جبارة لحماية الوطن من مخاطر الداخل والخارج لا سيما مخاطر الاعتداءات الارهابية أو الاجرامية، وتشهد لهم في ذلك دمائهم الزكية التي لولاها لما عدنا نرجع الى بيوتنا آمنين في اوقات متأخرة من الليل، وعلى الرغم من الفرق الواضح في التحسن الامني الملحوظ للبلد لكننا نحتاج الى الوقاية والحماية النفسية والجسدية من بعض اوباش المجتمع العراقي الذين لا يرغبون في استمرارية الحياة السعيدة لابناء العراق، حيث نحتاج الى توطيد المعلومة الامنية في اذهان الناشئة والاطفال لخلق جو آمن يخلو من المخاطر النفسانية والجسمانية في حد سواء، فدور المرشد التربوي حماية الطلبة من هذه المخاطر ومنع أي اعتداء يحصل على الطلبة اثناء الدوام في المدرسة وتسجيل أي حدث غير مألوف كتعاطي المخدرات والتعامل معه بنظام الإحالة الى الجهات المختصة لذا فنحن في علاقة وثيقة مع جهاز الامن كون الهدف المشترك يسمو الى حماية الانسان ووضع حد رادع لمزيد من الهجمات النفسية والجسدية والظواهر اللا اخلاقية الدخيلة على المجتمع العراقي، فنحن بحاجة ماسة الى تعاون جهاز الامن الوطني والقيادات الاتحادية لتوفير الامن داخلياً بشكل مكثف حول المدارس من خلال توزيع مفارز الشرطة امام المدارس لحماية الكوادر التعليمية من الاعتداءات المستمرة عليها من قبل بعض اولياء الامور الذين لا يمتَّون للثقافة والتحضر بصلة، ومن جانب اخر نحن بحاجة شديدة الى تكثيف وتطوير ورش ودورات الامن الوطني للمرشدين التربويين كافة لتعزيز المعلومات الامنية لديهم فيما يخص الابتزاز الالكتروني ومظاهر الادمان والمؤثرات العقلية، كونها ظواهر دخيلة وفتاكة في هذا الجيل الناشئ الذي يرغب في تجريب الحالات الغريبة وغير المألوفة، كذلك الحماية الامنية للطالبات من الخطف والتحرش وأي ظواهر سلوكية لا اخلاقية قد تحدث امام المدرسة بعد انتهاء الدوام فنحن على علم وثيق بما يحدث عند خروج الطالبات من المدرسة فبعضهن تعرض للتحرش العلني والاخر الى خطف من امام بوابة المدرسة واخريات وقعن ضحايا التفكك الاسري فيحدث الخطف لذريعة عشائرية من طرف الام أو الاب او الدهس غير المقصود بسبب الطرقات السريعة القريبة من المدرسة كذلك حالات الهروب من المدرسة الى محافظات مختلفة قد تهرب المراهقة مع من يدعي حب زائف نحوها فهو يهدف نحو الاستغلال الجسدي وهي غير عالمة بما يدور حولها فجميع هذه القضايا وما يستجد هي من واجب المرشد التربوي تسجيلها وتدقيقها والتوعية بمخاطرها من خلال المحاضرات الارشادية والبوسترات التوجيهية ، وبهذا فنحن على اطلاع مباشر بما يحدث من قضايا تخص فئة المراهقين وطلبة الابتدائية لأنه من صلب عملنا ومهامنا الانسانية التي تتطلب جهود حثيثة في القضاء على الظواهر اللا اخلاقية التي تمس كرامة الابرياء وحياتهم بشكل مباشر، العراق وفي هذه السنين التي تشهد حصاد متطور في كافة الاصعدة يحتاج الى تطوير المعلومة الامنية لدى ابطال الارشاد التربوي والتعاون المباشر معهم من خلال تدقيق عناوين واسماء اصحاب الخطوط المدرسية فيما اذا كان صاحب الخط لديه سوابق في أي عمليات اجرامية او مخلة بالشرف، كذلك فتح دورات عديدة ومكثفة في التعرف على طرائق الابتزاز الالكتروني وكيفية تمييز المرشد التربوي تعاطي الطالب لنوع من انواع المؤثرات العقلية، وأيضًا نحتاج الى توفير دوريات الشرطة دورية واحدة امام كل مدرسة أو عجلات امنية دوارة حول المدرسة اثناء الدوام الرسمي لمنع تكرار الاعتداءات المسيئة بحق كوادرنا الكريمة ، فالمعلم مؤتمن على عمله والمرشد التربوي رسول وما على الرسول إلا صيانة رسالته وادائها في اعلى المستويات من الاخلاص والنزاهة والوفاء.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار