المحلية

السَيدَان نصر الله وصفي الدين .. في “بيت البياع الثقافي

كتب / علي غني

 

 

 

               

 

 

(إنّا على العهد).. تحت هذا العنوان، وفي الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد “سيد المقاومة” وخليفته، ضيّف (بيت البياع الثقافي) بإدارة (الحاج كمال عبدالله العامري) القانوني والباحث (ضرغام سعد البناء)..[ وُلد في بغداد/مدينة البياع عام ١٩٩٤،وأكمل دراسته الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية في قضاء الكرخ – حاصل على شهادة البكالوريوس في القانون عام ٢٠١٦- يهوى المطالعة، لاسيما في مجال تخصصه والدراسات الإسلامية- يعمل موظفا حكوميا- تم تكريمه اكثر من مرة- من الرواد الدائميين للمجلس…]، وإنسجاما مع المُناسَبَة، إستهل “البيت” جلسته، بأن شنّف الشاعر ( د.رعد البصري) أسماعنا بقصيدة رائعة ومؤثرة أطلق عليها عنوان (قمر الجنوب) في رثاء الشهيد وهجاء الأمة.. بعد مقدمة تمهيدية، تطرق الباحث الى سيرة السيد (حسن نصر الله)، نقتطف جزءا منها:[ ولد في برج حمود بقضاء المتن في ٣١ آب ١٩٦٠م ، وعاش في منطقة الكارنتينا، وأكمل فيها دراسته الابتدائية، والمتوسطة في منطقة سن الفيل -والده من بلدة البازورية في جنوب لبنان بقرب صور ، عمل في تجارة الخضار والفواكه، واضطرت عائلته للنزوح بحثا” عن فرص عمل، ثم عادوا عند اندلاع الحرب الأهلية في نيسان ١٩٧٥، وواصل تعليمه في المرحلة الثانوية، وعلى الرغم من صغر سنه تم تعيينه مسؤولا” تنظيميا” لبلدته في ( حركة أمل )- تعود جذور أسرته الى مدينة سوراء في العراق، والتي تعرف اليوم بمدينة القاسم “ع” – أبدى منذ حداثته اهتماما” خاصا” بالدراسة الدينية متأثرا” بالإمام ( موسى الصدر ) مؤسس حركة أمل- انتقل الى الجنوب عام ١٩٧٦ وأخذ يؤم مسجد صُور، وتعرّف على العلّامة السيد (محمد الغُرَوي) الذي انتدبه الإمام ليحل محله، وفاتحه برغبته في الذهاب الى الحوزة العلمية في النجف الأشرف، فشجعه وسهّل له الطريق وحمّله رسالة توصية الى السيد ( محمد باقر الصدر )، وتعرف على السيد ( عباس الموسوي ) الذي تربطه والمرجع صلة وثيقة، وأوصل معه الرسالة، فأمده السيد بالمال لتأمين حاجاته ، وتكفله السيد عباس – أنهى دراسة ” المقدمات ” بتفوق عام ١٩٧٨، في الوقت الذي زادت فيه مضايقات النظام العفلقي البائد لطلبة الحوزة حد الطرد ، فاضطر للعودة الى بلاده- بعد أن أسس الموسوي وبعض العلماء حوزة المنتظر “ع” في بعلبك، بدأ تدريس المرحلة الأولى و دراسة المراحل المتقدمة دون أن يترك نشاطه السياسي والجهادي – بعد الإجتياح الصهيوني للبنان ١٩٨٢، حصل انقسام في صفوف “حركة أمل” وظهر تياران: إنشق الثاني المعارض بقيادة ” عباس الموسوي “، وتم تأسيس ( حزب الله ) بزعامة “صبحي الطفيلي” ، انحصرت مسؤولياته الأولى بالتعبئة وإنشاء الخلايا العسكرية، ثم تولى منصب نائب مسؤول منطقة بيروت ثم المسؤول، ثم المسؤول التنفيذي العام وعضوا” في مجلس الشورى، وهو أعلى هيئة قيادية في ١٩٨٩- غادر الى قُم في ايران لمتابعة دراسته الدينية، ليعود في ١٩٩١ بعد التطورات في الساحة والنزاعات المسلحة بين الحزب والحركة، وإلتقى بقائد الثورة عام ١٩٨١، وعيّنه ( الخُميني ) ممثلا” له في لبنان لرعاية شؤون الحِسبة وجمع الأموال الاسلامية، وأقام علاقات مع أعلى مستويات صنع القرار والسلطة داخل الحكومة الايرانية – تم إختياره أمينا” عاما” لحزب الله بعد اغتيال السيد عباس الموسوي مع زوجته وطفله يوم ١٦ شباط ١٩٩٢، لِما كان يتمتع به من مواصفات فريدة وكاريزما قيادية مميزة، فضلا” عن التصاقه بقواعد الحزب ومعايشته التطورات الميدانية وملامسته الأوضاع على الأرض، الى جانب ثقة القيادة والسيد الأمين الذي كان يكلفه بتمثيله في الاحتفالات والمهرجانات واللقاءات الحزبية، رغم رفضه كونه أصغرهم سنا”، ولكنه استجاب تحت إصرارهم – قامت المقاومة الاسلامية خلال توليه الأمانة بعدد من المواجهات البطولية مع جيش الاحتلال، أبرزها : حرب تصفية الحساب ( الأيام السبعة )/ تموز ١٩٩٣- حرب عناقيد الغضب / نيسان ١٩٩٦- مرورا” بالانجاز التاريخي بتحرير القسم الأكبر من الأراضي / آيار ٢٠٠٠ وانسحاب العدو ، وصولا” الى الانتصار التاريخي والاستراتيجي/٢٠٠٦، وخاض غمار الحياة السياسية بشكل واسع، وشارك في أول انتخابات نيابية بعد الحرب الأهلية عام ١٩٩٢، فحقق فوزا” مهما” بايصال ١٢ نائبا” الى البرلمان مُشكِلا” كتلة ( الوفاء للمقاومة )، وكذلك المشاركة الوزارية بوزيرين عام ٢٠٠٥، ومن أبرز مواقفه تحرير الأسرى، ودوره المتميز في الوفاق الوطني إثر اغتيال رفيق الحريري في ١٤ شباط ٢٠٠٥، واستطاع تفريغ القرارات الدولية الامريكية الصادرة ضد الحزب وسلاحه ( وعلى رأسها ١٥٥٩ ) من مضامينها- استشهد ابنه ( هادي ) يوم ١٢ أيلول١٩٩٧، وهو بعمر ١٨ عاما” بعملية جهادية في إقليم التفاح/ جبل الرفيع، وعند إخباره قال:( أفخر أن أكون والدا” لأحد الشهداء )، وحين عرضت قوات الدفاع الاسرائيلية صور جثمانه وطلبوا مبادلته أجابهم ( احتفظوا به، فلدينا الكثير منه ، مستعدين للنضال )- لكلامه على الصهاينة وقع وتأثير كبير، فيسارعون الى قراءة تفاصيله بدقة وعناية، ويعملون على تفكيك رموزه، وتتابع مؤسساتهم كل مايصدر منه وعلى لسانه، ومناقشتها إعلاميا، وتُولي مراكز القرارات الأمريكية أهمية كبيرة للحرب الناعمة على الحزب والسيد شخصيا” – متزوج من السيدة ( فاطمة ياسين ) من قرية العباسية، وله خمسة أبناء ( محمد هادي – محمد جواد – زينب – محمد علي – محمد مهدي )- يجيد اللغات العربية والفارسية والانكليزية – يوم الجمعة الموافق ٢٧ ايلول ٢٠٢٤ م، وإثر غارات جوية شنها جيش الإحتلال على مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، إنتقل (السيد) الى جوار ربه ورضوانه شهيدا” عظيما”، قائدا” بطلا” مقداما” شجاعا” حكيما” مستبصرا” مؤمنا”، ملتحقا” بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء ..]، أما في حديثه عن السيد (هشام صفي الدين)، فأشار الى أنه:[ وُلد في بلدة دير قانون النهر جنوب لبنان عام ١٩٦٤- من عائلة معروفة في المجال السياسي والديني- تلقى تعليمه في الحوزات الدينية في ثمانينات القَرن العشرين في كل من: النجف/العراق، قُم/إيران- إنضم الى حزب الله منذ تأسيسه عام ١٩٨٢- تزوج عام ١٩٨٣ من إبنة (محمد علي الأمين، عضو المجلس التشريعي للمجلس الإسلامي الشيعي اللبناني) – إستدعاه الحزب من حوزة قُم عام ١٩٩٤ لتولي مسؤوليات سياسية وعسكرية، وكان أحد ثلاثة الى جنب:(حسن نصر الله ونبيل فاروق) رعاهم القيادي السابق (عماد مُغنية) الذي إستشهد في دمشق عام ٢٠٠٨، فأصبح عمليا الرجل الثاني بعد نصر الله- في عام ٢٠١٧ أدرجته أمريكا ضمن قوائمها للمتهمين ب”الإرهاب”، وفرضت عليه عام ٢٠١٨ عقوبات إقتصادية تتضمن مصادرة ممتلكاته وحساباته ومنع التعامل المالي معه، كما أدرجته السعودية والبحرين والإمارات ضمن القوائم نفسها- تقلد عدة مناصب ومسؤوليات منها: رئيس:(الحزب في بيروت/١٩٩٤- مجلس المقاومة المسؤول عن النشاط العسكري/١٩٩٥- المجلس التنفيذي وعضو مجلس الشورى/١٩٩٨-المجلس الجهادي وهو أعلى هيئة في التنظيم العسكري- قائد عسكري لمنطقة الجنوب/٢٠١٠)- عام ٢٠٢٠ تزوج إبنُه “رضا” من “زينب” إبنة القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء الشهيد (قاسم سليماني) الذي أستشهد على يد القوات الأمريكية في مطار بغداد يوم ٣ كانون الثاني ٢٠٢٠- إبن خالة الشهيد نصر الله وشبيهه في الشكل والصوت والهيئة حتى لثغة الراء، وسُمي خلفا له بعد إستشهاده- إغتاله الكيان الصهيوني مطلع شهر تشرين الأول/٢٠٢٤ بغارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت..]، وبعد ان ختم مُحاضَرتِه، شارك من الأخوات والأخوة الحاضرين بتنوع إستفساراتهم وتعزيز إضافاتهم وغِنى مداخلاتهم كل من: { مازن الشبلي، راضي هندال، علي غني، غدير سعد، د. رعد جلوب، حسن عليوي، عباس حسن، نبأ مكيه، رضا الشكرجي، هلال، عباس، والمصور المبدع حمزة الوائلي… }، وتمتعت ردوده بِتَبَنٍ راسخ، وإسترخاء صارخ، وعرض سلس باذخ.. أختتمت الجلسة بمنح “البناء” شهادة تقديرية وهدية رمزية من قبل “العامري”، مثمنا مبادرته الإيمانية الغيورة، مشيدا بجهوده البحثية الصبورة، ممتنا من مساهمته الوقورة.. وللرواد الأجلاء أعلى الجنان وذنوبهم مغفورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار