ثقافة وفن
خيوط من وجع
آسيا حملاوي / الجزائر

يا ليلي الطويل، ما بك صامتًا؟
عيونك ذابلة، تنشر السهاد على حبال الأهداب،
تُسعّر النار في أبجدياتي،
تحرق كل أبياتي،
وتحوّل لهيب لهفتي إلى رمادٍ من الفقد والغياب والفراق
بصمتك تزيد لوعاتي،
كيف أفكّ أزرار أحزاني
وأنت تعلن ثورة الآهات،
وتجعلني أئنّ في كل الأوقات؟
ساعات عقاربها نائمة، تأبى الدوران،
بين الثواني مسافةُ عمر،
فما بالك بالدقائق الماكثات
على رصيف الانتظار؟
كيف المضيُّ قُدمًا، والحزن يعتليني،
والقلب يفترسه الأسى بلا رحمة،
وكل الدروب متفرّقات؟
هناك لا يحلو المكوث،
هنا عناكب الموت تنسج خيوطها في العيون.
ما عدت أراوغ الحروف،
ولا عادت عباراتي تراقص الفؤاد.
أصبحتُ شبحًا يسكن الفراغات،
يا ليلي الطويل، ألا تنجلي؟
فالأحزان باتت منجلًا
يقطع كل أورِدتي…
فأين السبيل؟
وكيف تنطفئ لوعتي؟