المحلية

جمال الروح أم جمال الجسد؟ حين يطير الإنسان بجناحين

بقلم خليفة الشرقي

 

 

أيّهما أسعد للناس وأقرب للقلوب؟
جمالٌ يلمع في الملامح، أم جمالٌ يضيء في الأرواح؟

الجسد قصيدة عابرة يكتبها الزمن بحبرٍ زائل،
أما الروح فهي أغنية أبدية، تبقى حية حتى بعد أن يصمت الجسد…
الجسد زينة للدنيا، والروح سرّ للآخرة،
لكن ما أجمل أن يلتقيا في إنسان واحد، فيكون كزهرةٍ تحمل عطرها ولونها معًا…

فكم من وجهٍ جميلٍ فقد بريقه لأن الروح خلفه كانت ذابلة،
وكم من قلبٍ نقيٍّ جعل ملامح صاحبه أجمل مما رسمته المرايا…

لكن بين هذين الجناحين، كثيرون يتطرّفون…
فمنهم من ترك نفسه مرهونة للناس، بجسدٍ مهمَلٍ غير سوي،
وكأن الروح وحدها تكفي لتحلّق به،
ومنهم من جعل مظهره كل همه، يلمّع صورته في المرايا،
حتى لم يترك في قلبه متسعًا لجمال الروح…

وكلاهما عاش بجناحٍ مكسور،
لا يقدر أن يطير في سماء الحياة، ولا أن يلامس أفق السعادة…

التوازن بينهما هو الحل الأبهى:
روحٌ تحلّق كطائرٍ عاشق، وجسدٌ يحفظ كرامتها كجناحٍ قوي.
حينها يصبح الجمال رسالة مزدوجة:
للناس دفءٌ وبهجة، وللسماء وعدٌ وضياء…

واخيراً نقول ان الانسان كطائرٍ بجناحين،
لا يحلّق في سماء السعادة إلا إذا حمل في أحد جناحيه جمال الجسد،
وفي الجناح الآخر جمال الروح…
فبهما معًا يطير، وبهما يكتمل الجمال…

وكما قال الله تعالى:
{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ} [غافر: 64]،
فجمال الصورة نعمة، وجمال الروح تمام النعمة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار